مع أبو تريكــه

مدير عام المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 12/02/2008

لم يعد محمد أبو تريكة نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر مجرد لاعب في الفريق الأحمر ، ولكنه أصبح أحد معالم الأهلي وأمل جماهيره ، وغيابه عن أي مباراة يشكل مأزقا للجهاز الفني والجماهير التي تنتظر أبو تريكة ليقدم لها المتعة في الملاعب بعد أن وصل إلى أعلى درجات التألق الفني والنضج الكروي.

لعب أبو تريكة - 27 عاما - دورا كبيرا في فوز منتخب مصر ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الخامسة في تاريخ الكرة المصرية ، وشعرت الجماهير المصرية بمدى أهميته عندما غاب عن لقاء الكونجو الديمقراطية في دور الثمانية لكأس الأمم ، وستظل الجماهير تتذكر إسمه بعد أن سجل آخر تسديدة في ضربات الترجيح في المباراة النهائية أمام كوت ديفوار.

أصبح أبو تريكة أحد مظاهر القلق في القلعة الحمراء خوفا من رحيله في الموسم المقبل في ظل رغبته الملحة في خوض تجربة الاحتراف الأوروبي بعد أن عرفت الأندية الأوربية طريقه ، وكان آخرها عرض من نادي لوكوموتيف موسكو الروسي الذي وصله قبل بداية الأمم الأفريقية ، ورفض النادي الأهلي التفريط فيه بعد أن بالغ في المقابل المادي نظير الاستغناء عنه , ثم ظهرت اتهامات لأبو تريكة بالتمرد على ناديه ورفضه الاستمرار مع الفريق الأحمر , كل هذا دفعنا للحديث مع محمد أبو تريكة للوقوف على حقيقة الأمر ..

ما أسباب المستوى العالي الذى ظهرت به في الفترة الأخيرة؟

كل ما وصلت إليه هو من توفيق الله عز وجل الذي أشعر بأنه يقف بجانبي دائما ، بالاضافة إلى حالة الانسجام التي وصلت إليها مع الأهلي ، والثقة الكبيرة التي اكتسبتها خلال الفترات الأخيرة , ولأن الاحتراف الأوروبي هو حلمي الكبير ، فانني أبذل قصارى جهدي مع الأهلي حتى أحقق لجماهيره كل البطولات التي ننافس عليها حتي أترك بصمة مؤثرة في تاريخ النادي الكبير ، ولا تنسى أن كاس الأمم الأفريقية أكسبتني ثقة كبيرة لم أكن أحلم بها ، خاصة بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى فني في الملاعب.

وما هي آخر أخبار الاحتراف؟

قبل كأس الأمم الأفريقية وصلني عرض رسمي من نادي لوكوموتيف موسكو الروسي ، إلا أن النادي الأهلي طلب خمسة ملايين يورو في الوقت الذي عرض فيه النادي الروسي 2,7 مليون يورو فقط ، وتم إغلاق التفاوض قبل البطولة الأفريقية بسبب تمسك النادي الأهلي بالمبلغ الذي طلبه ، وهو ما دفع النادي الروسي إلى التعاقد مع زميلي عمرو زكي بـ1,7 مليون يورو , وعرض لوكوموتيف موسكو هو العرض الجاد الوحيد الذي وصلني حتى الآن ، ولم تصل أية عروض أخرى بعد كأس الأمم الأفريقية ، وسأنتظر لنهاية الموسم ، وأتمنى أن يصلني عرض يوافق عليه النادي الأهلي.

ما تفسيرك لعدم وصول أي عروض احتراف لك في أوروبا بعد كأس الأمم رغم ظهورك بمستوى جيد؟

لا أجد تفسيرا لذلك ، لكن مواعيد القيد في فترة الانتقالات الشتوية في أوروبا كانت قد أغلقت خلال فترة كأس الأمم الأفريقية ، وهو ما دفع الأندية لتأجيل أي مفاوضات حتى بداية الموسم المقبل.

ولكن سمعنا عن عرض آخر من اسبانيا؟

لم يكن عرضا حقيقيا ولكن كان هناك كلام فقط من أحد الشخصيات المرتبطة بعلاقات واسعة مع مسئولين ببعض أندية الدوري الاسباني ، وقد شاهدني في نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام النجم الساحلي التونسي وأعجب بمستواي ، وتحدث مع أحد أصدقائي وطلب رقم هاتفي المحمول للحديث معي في إمكانية الانتقال إلى أحد الأندية الاسبانية ، وهو الذي قدم لي فرصة اللعب في المباراة الخيرية التي أقيمت في ألمانيا لصالح فقراء العالم ، ولكن الأمر لم يصل لمرحلة تقديم عرض رسمي.

لماذا رفض النادي الأهلي العرض الروسي؟

أتصور أن النادي الأهلي بالغ في العرض المالي لرغبته في استمراري مع الفريق حتي نهاية الموسم بناء علي طلب المدير الفني مانويل جوزيه بالاضافة إلى وجود قرار من لجنة الكرة بعدم التفريط في أي لاعب حتي انتهاء الموسم ، وأتمنى أن يوافق الأهلي على منحي فرصة الاحتراف الأوروبي في نهاية الموسم.

ألم تحزن لعدم الموافقة علي انتقالك إلى لوكوموتيف موسكو؟

في البداية كنت متحمسا للعرض الروسي ، إلا أن هذا الحماس فتر بعد أن تأكدت من صعوبة العيش في ظل طقس قارس البرودة في روسيا أغلب أوقات العام , كما أنني علمت أن أموال النادي الروسي لها علاقة بصناعة السلاح ، وهو ما أرفضه تماما. .

هل عرض عليك مسئولي النادي الأهلي ترضية مالية وتعديل عقدك مقابل الاستمرار مع النادي؟

هذا حدث قبل فترة من كأس الأمم الأفريقية ، إلا أن ضغط المباريات أوقف هذه المفاوضات ولم تتجدد حتى الآن خاصة وأنني مرتبط بعقد مع النادي الأهلي مازال مستمرا لمدة موسمين قادمين ولا أستطيع الرحيل إلا بعد موافقة النادي ، وهو أمر أحترمه للغاية.

ما حقيقة تمردك على النادي الأهلي في الفترة الأخيرة؟

اندهشت جدا لهذا الكلام الذي ظهر في الآونة الأخيرة رغم أنني لم أعرف التمرد طوال تاريخي الكروي ، ولا أستطيع التمرد على النادي الأهلي الذي منحني فرصة العمر في الملاعب بعد انضمامي إليه ، ولكن لا أعرف لماذا ظهرت هذه النغمة حاليا ، وأقول الآن أنني لن أرحل عن النادي الأهلي إلا بموافقة مسئوليه الذين وثقوا في وضموني لصفوف الفريق العريق الذي يتمناه أي لاعب في مصر ، وأعترف بأنه لولا النادي الأهلي ما انضممت لصفوف المنتخب الوطني وحصلت على فرصتي كاملة كما حدث في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي ظهرت فيها بمستوى أعجب جميع المتابعين وجعلني أحد العناصر الأساسية فيه ، ولا يمكن بعد كل هذا أن أتمرد عليه خاصة وأنني مسالم بطبعي ولم أثر أي مشكلة منذ أن لعبت كرة القدم سواء مع نادي الترسانة فريقي السابق أو بعد انضمامي لصفوف الأهلي قبل عامين من الآن

[size=21]هل مازلت تصر علي خوض تجربة الاحتراف الأوروبي حتى لو تم تعديل عقدك مع الأهلي؟

رغبتي في الاحتراف ليست تمردا على الأهلي ولكنه حلم مشروع ، وأرى أن الموسم المقبل هو آخر فرصة أمامي لخوض تلك التجربة المثيرة والمشوقة ، خاصة وأنني أبلغ من العمر الآن 27 عاما ، ولو لم أحترف في الموسم المقبل فلن أخوض التجربة لأن العمر بعدها لن يكون في صالحي , وقد تحدثت مع بعض المسئولين في النادي في هذا الأمر وأكدوا لي أن النادي لن يقف في طريقي إذا جائني عرض يليق باسم النادي وإمكانياتي الفنية ، وأكدوا لي أنه في حالة وصول عرض لائق في الموسم المقبل فستتم الموافقة عليه.

هل نظرتك للاحتراف الأوروبي نظرة مادية أم فنية؟

حتى أكون صادقا مع نفسي ومع الآخرين فانني أنظر للاحتراف الأوروبي على أنه تأمين للمستقبل ، بالاضافة إلى الجانب الفني الذي سيتطور بلا شك ، وهو أمر لا يمكن إغفاله لأن هذا سيحسب في تاريخي الكروي ، وسيذكر التاريخ أن محمد أبو تريكة كان أحد اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة الاحتراف الأوروبي الناجحة مثل بقية اللاعبين الذين سبقوني في هذا الطريق.

ألا ترى أن تامين المستقبل يمكن أن يتحقق في مصر؟

المقابل المادي الذي يحصل عليه اللاعب في مصر لا يؤمن مستقبله بالشكل الذي قد يتصوره البعض ، خاصة وأن مصروفات لاعب الكرة كبيرة , كما أن المقابل المادي الذي يحصل عليه اللاعب في أوروبا أكبر بكثير مما يحصل عليه في مصر ، وهذا لا يعني أن لاعبي الكرة المصريين لا يحصلون على مقابل مادي كبير .. ما يحرضني أكثر على خوض تجربة الاحتراف الأوروبي هي الزيارة القصيرة التي قمت بها إلى ألمانيا خلال المباراة الخيرية لصالح فقراء العالم وشاهدت مناخ الاحتراف الحقيقي من سلاسة وانضباط ، وهو ما يساعد على النجاح أكثر مما يحدث في الاحتراف العربي ، وهذا المناخ يمنح اللاعب فرصة التألق أسهل وفيه نوع من التحدي الذي يستهويني بطبعي.

ولكن جوزيه يرفض التفريط في أي لاعب كشرط لاستمراره مع النادي في الموسم المقبل , فكيف ستتغلب على هذه المشكلة؟

المشكلة التي تحدث فيها مانويل جوزيه المدير الفني ليست موجهة ضدي بالتحديد ، ولكنه يخشى التفريط في عدد كبير من اللاعبين خاصة وأن هناك عروضا حقيقية لعدد ليس قليل من اللاعبين ، وسأتحدث معه بخصوص احترافي في أوروبا وسأشرح له ظروفي التي تختلف عن بقية اللاعبين ، وأتمنى أن يتفهم موقفي.

هل ترى أن فرص الاحتراف الأوروبي ستصلك في الموسم المقبل؟

أتمنى أن يحدث ذلك ، وهناك كلام من بعض وكلاء اللاعبين عن طريق بعض الأصدقاء ، وأتمنى أن يوافق النادي الأهلي على أحد هذه العروض.

لماذا فاز منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية؟

كان هناك اخلاص واضح من اللاعبين والجهاز الفني خلال البطولة ومساندة جماهيرية كبيرة بثت الرعب في قلوب المنافسين ، وأعترف بأن كأس الأمم لو أقيمت خارج مصر وبدون هذا الجمهور الكبير ما حقق المنتخب البطولة , كما أن معظم الجيل الذي شارك في البطولة لم يسبق له تحقيق أي بطولة للمنتخب وكان لديهم الرغبة في كتابة أسمائهم في تاريخ الكرة المصرية , والبطولات مع المنتخب تختلف تماما عن البطولات التي تحققها الأندية.

هل كنت تتوقع الفوز بالبطولة قبل بدايتها؟

لم أتوقع الفوز بالبطولة ، ولكن الجو العام خلالها كان جيدا للغاية ، ومازلت حتى الآن أسترجع هذا الجو الرائع ، ولكني غير قادرعلى استشعار هذه الأجواء , فالبطولة كان لها رونق خاص لا يتكرر كثيرا ، وقد خرجت مصر من البطولة بمكاسب كبيرة أهمها تراجع حالة التعصب بين الجماهير ، وهو ما وضح في لقاء الأهلي والزمالك الأخير وأتمنى أن تستمر هذه الحالة طويلا.

متى دخل منتخب مصر أجواء البطولة؟

عقب لقاء المغرب في الدور الأول بعد التعادل لأن اللاعبين شعروا بمدى الحزن الذي اجتاح الجماهير بعد هذا التعادل ، وكنت شخصيا حزين جدا لعدم القدرة على اسعاد هذه الجماهير الغفيرة التي زحفت لاستاد القاهرة ، وتحدثنا مع بعضنا كلاعبين في ضرورة الفوز على كوت ديفوار في اللقاء القادم لضمان الوصول إلى دور الثمانية.

متي شعرت أن البطولة تقترب من المنتخب؟

كل مباراة كان منتخب مصر يفوز بها كنت أشعر أن البطولة تقترب أكثر ولكني كنت لا أريد أن أصدق هذا الاحساس حتى نستمر في بذل الجهد , هناك مباراتين تحديدا كانا وراء هذا الشعور .. عندما فاز منتخب غينيا على منتخب تونس في الدور الأول وهو ما أبعد المنتخب التونسي عن طريقنا إذا ما وصل إلى الأدوار التالية , ثم فوز منتخب مصر على السنغال في الدور قبل النهائي لأنه من الصعب الخسارة في المباراة النهائية في استاد القاهرة.

متي شعرت أن البطولة ستضيع من مصر؟

بعد ضربة الجزاء التي احتسبت لنا في اللقاء النهائي وأهدرها أحمد حسن ، إلا أن هذا الشعور خفت بداخلي مع استمرار المباراة وتحدثت مع اللاعبين في الملعب بأن علينا نسيان ضياع هذه الفرصة ومازال هناك وقت لتحقيق الفوز.

لماذا أصبت بحالة من الهستيريا بعد احرازك ركلة الترجيح الأخيرة؟

عندما تقدمت لتسديد ركلة الترجيح الأخيرة لم أكن أعرف بأنها الأخيرة إذا أحرزت منها هدفا ، رغم أن عصام الحضري أشار لي بأنها ستكون الأخيرة لو أحرزتها ، ولكن كل تركيزي وهمي وعقلي كان في أن أحرز منها هدفا ، وبعد أن سجلتها فوجئت بالحضري يجري مندفعا علي ليمسك بفانلتي ويهنئني بالفوز ولحظتها لم أشعر بنفسي